الالتباس حول جنس الطفل عند ولادته.. هل هو ذكر أم أنثى؟
Sunday 27 June 2004
نادراً ما يحدث التباس حول جنس المولود ويصعب على الطبيب تحديده بدقة فيسبب ذلك قلقاً شديداً ويأساً لأهله وتحدياً طبياً لمعرفته وتشخيص أسباب التشوهات الخلقية التناسلية التي ترتبط بتلك الحالات الخنثية واختيار الجنس المناسب الذي لن يؤثر على جودة حياة المريض في المستقبل يسبب له الاضطرابات النفسية والتناسلية والجنسية والعائلية والمهنية والاجتماعية الشديدة والوخيمة. وكم هو صعب ومحزن عندما يتلقى الاهل الاخبار مباشرة بعد الولادة أنه لا يمكن تحديد جنس مولودهم بثقة وأن حالته تستدعي التحاليل المخبرية المتقدمة لكشفه ويتطلب القيام بعدة وسائل تشخيصية وربما الاستكشاف الجراحي للتوصل إلى تشخيص صحيح في أغلب تلك الحالات التي تتميز بالاعضاء التناسلية الخارجية والداخلية الملتبسة.
والجدير بالذكر أن وجود قضيب عند المولود لا يعني حتماً أنه ذكر بكل معنى الكلمة كما أن المهبل لا يؤكد أنه أنثى. فذلك يعني أنه من الضروري التحري الدقيق عن عوامل أخرى تساعد على تحديد الجنس ومن أهمها العامل الجيني لتحديده. وكما هو معروف طبياً هنالك 4فئات من الأجنة تملك كروموزومات خاصة بجنسه، وهي النمط الجيني للذكور xy و xx للأناث وهؤلاء الذين ينقصهم أحد تلك الكروموزوماثاي الفوز بكروزوم x أو y الذين يشكلون معظم حالات الالتباس التناسلي وأصعب الحالات للتشخيص خصوصاً إذا سبب جوز كروموزوم y ال***** في الاعضاء التناسلية ونقص التراجل.وأما الفئة الثانية فهو عامل المحيط الهرموني الذي يحيط بالجنين أثناء الحمل الذي يحث إلى عدة تساؤلات منها : كيف يمكن على الجنين الذكر أن يتراجل في محيط هرموني أنثوي في الرحم لمدة 9أشهر خصوصاً بوجود آفات في المشيمة التي تلعب دوراً هاماً في هذا المجال؟ وكان المعتقد السائد طبياً أن الأنسجة الخصية وأفرازها للهرمون الذكري أهمية قصوى في تحديد جنس الجنين وليس بالنسبة إلى أعضائه التناسلية فحسب بل في مركز الجنس في الدماغ الذي سيؤثر على مسيرته الرجولية وميله الجنسي في المستقبل ولكن هنالك حالات كفرط تنسج
الكظر مثلاً مع زيادة إفراز ثاني ومرتفع للهرمون الذكري عند الاناث التي تملك نمطاً جينياً طبيعياً xx والتي تتميز سريرياً بغياب الثدي والشعر الكثيف على الصدر واللحية وبظر ضخم يشبه القضيب وفقدان فوهة المهبل ورغم أن تلك البنات قد ترعرعت في محيط هرموني ذكري مرتفع إلا أن معظمها يشعر بالإنوثة وتميل جنسياً اليها مما يدحض النظرية التي تزعم أن ذلك الهرمون أساسي في بروز الميل الجنسي.
وأما العامل الثالث الذي قد يؤثر على السلوك الجنسي يعود إلى مظهر الاعضاء التناسلية الخارجية الى لعب دور مهم في الماضي في تحديد جنس الطفل. وكان الاعتقاد الطبي السائد أنه يكفي أن يظهر قضيب أو مهبل لتضيفه بالذكر أو الانثى بدون أي أهتمام في قدرة تلك الاعضاء بالقيام بواجبها في المستقبل. ولكن النظريات الحديثة غيرت المفهوم الطبي في هذا المجال. وشددت على أهمية استعمال حقن أو مرهم الهرمون الذكري للذكور المصابين بقصر شديد في العضو التناسلي فاذا ما تجاوبوا لذلك العلاج إزداد حجم عضوهم فيمكنه تربيتهم كذكور ولكن بعكس ما كانت التوجيهات الطبية السابقة إنه إذا لم يتجاوبوا للهرمون الذكري فمن المستحسن استئصال عضوهم التناسلي وخلق مهبل لهم وتربيتهم كإناث لانه كما أظهرت دراستان حديثتان قام بهما الدكتور "شوبر" والدكتور "ودهاوس" أن هؤلاء الذكور يفضلون على المدى الطويل أن يصنفوا كذكور وليس كإناث حتى بوجود عضو قليل الحجم وأنهم راضون لحالتهم هذه.
وأما بالنسبة إلى العامل الرابع وهو وجود أعضاء تناسلية داخلية أنثوية أو رجولية فقد يلعب دوراً لاختيار الجنس المناسب للطفل من حيث القدرة على الانجاب وتكوين أعضاء تناسلية خارجية مناسبة، والفئة الخامسة ترتكز على وجود الأعضاء التناسلية كالخصيتين والمبيضات أو حدوث تشوها فيها نجد من أفرازها للهرمونات أو قيامها بالانطاف أو الاباضة في المستقبل مدى تأثيرها على ظهور علامات الرجولة أو الانوثة. فهنالك جدل طبي حول أهمية هذا العامل الهرموني في التطبيع الجنسي للدماغ. وأما العوامل السادس والسابع فيرتكزان على القدرة الجنسية والتناسلية أي الانجاب وهل يمكن حصولهما طبيعياً في المستقبل عند هؤلاء الاطفال ذات الاعضاء الملتبسة وأهميتها. بالنسبة إلى اختيار الجنس المناسب، وقد يعود مفعولها إلى عوامل خارجية تتحكم بوظيفتها التناسلية كما أظهرت بعض الدراسات الطبية الحديثة التي شددت على أهمية المؤثرات الهعونية البيوكماوية في تلك الآلية إذ تبين أن التحلل الهرموني والتعرض إلى مبيدات الحشرات قد تؤثر على نمو الاعضاء التناسلية وتأثيرها على الدماغ وأن الامهات اللاتي يتبعن حمية نباتية قد تلد أطفالاً مصابين بالإحليل التحتي لوجود كمية عالية من الهر
مونات الانثوية في بعض الاعشاب والخضار. وأما العامل الثامن والأخير فيعود إلى الظروف الاجتماعية والحضارية والتقليدية حيث إنه من المستحسن في بعض الدول تربية الطفل كذكر لتفادي تعرضه للانعكسات والتفاعلات الاجتماعية السلبية. والخلاصة من هذه المقدمة أننا لانزال نجهل العوامل التي تحدد الهوية الجنسية وما زلنا نحتاج إلى دراسات علمية متقدمة لتوضيح جميع جوانب، وأستعمال العلاج الفردي المناسب لكل حالة للوقاية من حدوث اضطرابات نفسية عقيمة قد تؤثر على المريض أو المريضة في المستقبل.
وأما بالنسبة إلى التشخيص فيقوم على فحص سريري شامل مع التركيز على الاعضاء التناسلية وفتحة المهبل والاحليل تصبغ الشغرتين المهبلية وحلمة الثدي ودرجة نمو جلد الصفن ووجود خصيات داخله أو في المنطقة الإربية وطول العضو أو البظر والعلامات السريرية الاخرى للرجولة أو الانوثة. وتجرى التحاليل المخبرية التي تشمل النمط النووي وتركيز الهرمونات القشرانية والجنسية المفروزة من الكظر أي الغدة فوق الكلية في الدم وقياس بعض تلك الهرمونات في البول المجتمع لمدة 24ساعة. ويستعين الطبيب بالاشعة الصوتية على البطن والحوض لكشف وجود رحم وعنقه والمبيضات وبالصور الاشعاعية بالصبغة على المثانة والاحليل أو الفتحة الموجودة في العجان التي قد تكون موصولة بالجهازين البولي والتناسلي معاً والتي يمكن تحديد مستوى تداخلهما باستعمال التنظير. ويجب التشديد على أهمية استشارة أخصائي علم الوراثة الذي يقوم بالدور الاساسي في التشخيص بالاشتراك مع جراح المسالك البولية والتناسلية عند الاطفال في القرار النهائي بالنسبة إلى تحديد جنس الطفل والقيام بالمعالجة المناسبة له. ففي حال حدوث تراجل عند الاناث مع بروز بظر بحجم كبير وفتحة واحدة تصل الجهاز البولي والتناسلي معاً
فتلك الحالة تستدعي القيام بعملية جراحية ترتكز على استئصال جزئي للبظر مع الاحتفاظ باعصابه وفصل الجهازين مع خلق فتحة منفصلة لكل منهما. وأما في حالات وجود عضو صغير الحجم عند الذكور المصابين بناذر الخصيوي الانثوي حيث لا تتفاعل الانسجة مع الهرمونات الذكري أو تكون مقاومة لمفعوله فيجب التفرقة بين فئتيه التامة أو الجزئية باستعمال حقنة الهرمون الذكري اسبوعياً أو كل اسبوعين لبضعة اسابيع وتحديد نمو العضو والقيام بعملية جراحية لتطويله أو خلق آخر جديد باستعمال رقعة جلدية عضلية مع وصل شريانها واوردتها وأعصابها مجهرياً بالعضو الجديد وخلق إحليل يصل إلى الحشفة. وتلك العملية الجراحية الدقيقة تتطلب خبرة واسعة في العمليات المجهرية وتعطي أفضل النتائج إذا ما اشترك فيها أخصائيو جراحة المسالك البولية والتناسلية وجراحة التجميل.
المصدر:
الموضوع منقول من منتدى TgEgypt
0 التعليقات:
إرسال تعليق