NOOR كتب:درار بيننا هذا الحوار عبير البريد الالكتروني عقب قرائتي مقال له في جريدة الجزيرة : http://www.al-jazirah.com.sa/84241/os4d.htm
اللاستاذ الفاضل : أ.د. عبد الرحمن بن محمد عمر عسيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوا ان تكون بخير عندما تصلك هذه الرسالة ، في واقع الحال كنت يوم السبت الماضي عند البروفسور ياسر جمال وهو احد الاعلام في اجراء عمليات تصحيح الجنس في السعودية ودار بيني وبينه نفاش حيث اني احد مرضى الترانس جندر او اظطراب الهوية الجندرية وكان فيما قال لي ان الوضع النفسي الذي يعيشه المصحح اكثر سوء بسبب رفض الاخرين له وان النظرة السلبية موجودة حتى في اوروبا وامريكا ورغم عدم قناعتي بما قال الا ان الوقت لم يتسع للنقاش حول جوانب عدة . ثم اطلعت علي مضمون المقال الذي تفضلت به على موقع الجريدة على الانترنت وعندها تسائلت هل حقا يضر الشاة بعد الذيح شيئ ؟
سيدي الفاضل ان المعاناة التي يعيشها من ابتلاه الله بهذا المرض لا يمكن مضاهتها بائ وجع اخر على وجه الارض , ان تمسي وتصبح تسال نفسك من انت , ان يناديك الناس باسم هو ليس لك , ان يعاملك ابواك واهلك وكل الناس معاملة لا تليق بك . وبعد .. كيف يقال ان الاسوء قادم ؟!! او ان عدم تقبل الناس هو اسوء مما انا عليه الان وكان الناس تتقبلي الان بالفعل !!
سيدي اننا حقا منبوذون لان مجتمعنا يعيش بلا وعي ولا ضمير فهو ينبذ كل مختلف .او ليس المجتمع ينبذ اي شخص مكث في مستشفي الصحة النفسية ولو للايام ؟ اولا ينبذ مدمن المخدرات ولو تاب ؟ واخبرني عن الرجال المصابين بالعجز الجنسي كيف ينظر الناس لهم ؟؟!! بل حتى المرضى المصابين بامراض لا تعدى كالبرص لم يرحموهم ... اننا مبوذون فعلا سواء صححنا ام لم نصحح ، او بعد ذلك تظن ان هناك ما هو اسوء ؟
ولقد قام مشكورا بالرد علي وهذا نص رسالته :ابني نور الدين
لقد قرأت رسالتك أكثر من مرة ، وأشكرك أنك قمت بمراسلتنى ، فهذا البداية الصحيحة للتواصل مع المجتمع ، والاعتراف بالمشكلة ، ثق ابني الكريم ولا اعرف أن كان الاسم صحيحا نور الدين أما لا لأني أخذته من البريد الاليكتروني المرفق.
كونك أسميت نفسك بنور الدين فهذا يعنى أنك ذكر ، كما يعنى أنك تصنف نفسك ذكر وهذا في حد ذاته أمر في غاية الأهمية ، حيث يعنى الاعتراف الذاتي أو النفسي والإقرار بالهوية ، كما أن اسم نور اسم جميل فهو يوحي بالضوء والنور والإشراق والبهجة . لمست في نهاية الرسالة بعض التشاؤم والحزن ، أتمنى أن يكون بداية لفرح دائم إن شاء الله فالحزن حينما يشتد يعنى الانفراج. فأتمنى أن لايسيطر عليك اليأس بقولك : إننا منبوذون فعلا سواء صححنا أم لم نصحح"
الأهم ابني الكريم بداية الرضا عن الذات وتحديد لهوية ، فليبدأ التصالح مع الذات ، فحين تقتنع أنك ذكر ، وتعيش كرجل تجد السعادة حيث كونك بدأت تحدد هويتك وتعيش واقع الجنس الفعلي الذي تنتمي إليه . المصالحة مع الذات بداية الطريق الصحيح والشعور بالسعادة.
أما التصالح مع المجتمع فيمكن أن يبدأ بتغيير البيئة التي تعيش فيها والانتقال إلى بيئة أخرى لا يعرفون عنك شيئاً وهناك يمكن البدء بحياة جديدة وكريمة، والاندماج في المجتمع بصفة اعتيادية. سيكون هناك مشكلة في البداية وهي كيفية الانسلاخ عن المجتمع القديم، من أقارب وجيران، ومعارف، فسيضلون يلاحقونك في كل مكان وربما يخبرون بعض الأشخاص في المجتمع الجديد وهنا لا تنتهي المشكلة وإنما تنقل إلى البيئة الجديدة وتتوسع الدائرة.
تعاون الأسرة وتفهما للوضع هو البداية الصحيحة وبدون ذلك لا يمكن لأي مصحح أن يعيش حياة كريمة ، وارى ابني الفاضل أن تبدأ الأمر مع الأسرة ، وان يكون هناك مخطط لكيفية التغلب على المشكلة ومواجهة المجتمع ،حينما تكسب الأسرة تشعر أنك لست وحيداً ، وانه يمكن التغلب على باقي المشكلات الأخرى .
كونك ذكراً ربما أسهل بكثير من كونك أنثى ، حيث يعنى أنك أكثر حرية في التنقل والاستقلال في مجتمع مثل مجتمعنا ، وهذه نقطة ايجابية يجب أن تحمد الله عليها لصالحك ، مسألة العنة أعتقد أنها مشكلة ثانوية ، فإذا لم تكن تستطيع الزواج لأسباب عضوية ، فليس هذا نهاية العالم ، وهناك ملايين الأسوياء لم يتزوجوا ، وهناك الكثير من المشاهير لم يتزوجوا والكثير منهم لا يستطيع ذلك . كما أن علاج ذلك ربما ممكن لبعض الحالات.
ما أريد قوله أنك يا بنى لست الوحيد وتواصلك مع المجتمع سوف يجعلك تشعر بذلك
يسعدني التواصل اذا كان استطيع أن أقدم أي خدمة ، ولا اعرف كيف وصلت لبريدي اليكتروني ولكن ثق اننى سعيد أن أساهم في حل اى مشكلة لأي فرد من إفراد المجتمع من أبناء وبنات الوطن .
تحياتي لك يا نور الدين، وإذا ترغب استمرار التواصل فيشرفني ذلك، ويمكن أن تشرح لي مشكلتك بالتفصيل فربما استطيع مساعدتك وتقديم المشورة .
أبوك عبدا لرحمن عسيري
فرددت عليه بما يلي :
لقد سعدت حقا لانك اصغيت لى وسعدت اكثر لانك رددت على لكن احبطني انك لم تفهمنى !
وللامانة فانى لم اتوقع ان تفهمنى فما ذلك علي بجديد لان من هم في وضعي لا يفهمهم الا من كان في نفس الوضع .
سيدي ان لدي من العمر 35 عاما فهل تتصور اني لم ابددها عن اخرها في محاولات التصالح مع الذات ومعايشة الجنس الفعلى الذي انتمى اليه ؟!! فماذا كنت افعل اذا ؟
ان مشكلتنا تكمن في اعتقاد الاخرين من حولنا باننا (لسنا مقتنعين) فهم بذلك يجعلون الحل في ايدينا ولعمري لست ادرى كيف يمكن لمن يملك الحل في يديه ان يتحمل كل هذه السنوات من العذاب !! والله لوكان الامر في يدي ما عانيت ساعة واحدة بل ما جسرت على تحمل ما لا اطيق ولو للحظة واحدة .
سيدي .. نحن لا نتوهم نحن فئة خلقها الله بدماغ يختلف عن جنسها فما عسانا ان نقول سوى قدر الله وما شاء فعل , وحديثنا عن عملية التصحيح رغم ما يجابهها من دعاوى التحريم والتجريم ليس الا امل الغريق في القشة فالعملية قد لا تقدم الشيئ الكثير ولكنها على أي حال افضل من ان اصنف الى فئة لا يشرفني ان انتمي اليها ، فنحن كما تعلم مثلنا مثل الاخرين لدينا رغبات ولدينا ميول ومشاعر كما اننا منا التقي والفاجر لكن الناس تاخذ التقي بجريرة الفاجر , فأي بؤس بعد هذا البؤس الذي اعيش فيه ان بقيت كما انا مع الجنس الذي انتمي اليه رسميا رموني بال***** اوان اجريت العملية قالو غير خلقة الله وان لحقت بالجنس الذي اعتبرنفسي منه رميت بالزنا وان اعتزلت الناس جميعا اصبت بالجنون ! فلا حول ولا قوة الا بالله .
ما يحز في نفسي ان لا احد يهتم بنا فالدولة اهتمت بالمعاقين واللقطاء وحتى مدمني المخدرات ! و لا يوجد مركز واحد في بلادي لعلاج مرضي الترانسكس , وحتى الفتيا يبخلون بها علينا !! وكانه عيب ان يعرف الشخص منا حدود دينه .
اشكرك كل الشكر على عرض المساعدة لكنى لا اظن ان باستطاعتك ان تقدم لي شيئا بصفة شخصية الا اذا كنت تريد ان تفتيني !!اتمنى ان تنقل اقتراحي عن مركز متخصص لعلاج مرضي الترانسكس للمسؤلين ولك كل الشكر .تم اقتباس الموضوع من منتدى TgEgypt
0 التعليقات:
إرسال تعليق