اذكـآر وأدعيـة   دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

السبت، أغسطس 15، 2009

التحول الجنسي للترانسكس بين تأييد الطب و العلماء و تقييد فقهاء الدين و إزدراء مجتمعاتنا الرجعية

حثّنا الدين الإسلامي على العلاج و التطبّب, و كما قال رسول الله (صلى الله عليه و سلّم): (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء ـ وفي حديث ابن مسعود بعد ذلك ـ علمه من علم وجهله من جهل) و قال: (تعالجوا ولا تتكلموا) وعن جابر أن رسول الله (ص) قال: (إن لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى). هذا وقد كان رسول الله (ص) والأئمة الطاهرون يراجعون الأطباء، لهم أو لغيرهم، فعن معاوية بن حكم قال: إن أبا جعفر(عليه السلام) دعا طبيبا ففصد عرقا من بطن كفه. فإذا كان الرسول (ص) و الأئمة يراجعون الأطباء, لم لا يحذوا حذوهم فقهاء الدين و مفتيين يومنا هذا - الذين يطلقون العنان للأحكام بدون علم أو مراجعة لرأي من هم أكثر علماً منهم من علماء الطب و العلم النفسي الذين أجمعوا أن الترانسكس مرض حقيقي و أن علاجه طبياً أو جراحياً قد يكون الحل الأمثل أو الوحيد للكثير من هذه الحالات؟

و أود أن أقول لؤلك الذين يتهموننا بالنشأة الغير سوية أنني نشأت نشأة سليمة و إسلامية محافظة كذكر , و لم يكن لذلك أي تأثيراً على هويتي الجنسية الأنثوية و التي كنت مدركة بها منذ الثالثة أو الرابعة من العمر. و للذين يقولون أن ظاهرة التصحيح (أو التحول) الجنسي إستعمار غربي فكري , أذكرهم بقول الله تعالى في كتابه الكريم “إقرأ, إقرأ بسم ربك الذي خلق” و أيضاً قول الله تعالى “في أي صورة ما شاء ركّبك”. و لذا, أدعو الفقهاء و المفتيين و أترجاهم ألا تطلقوا العنان للاحكام فتصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. فهذا إبتلاء عظيم من الله سبحانه و تعالى , فلا تزيدون الطين بله و تزيدون الأمور أكثر تعقيداً على أمثالنا ممن يحتاجون العلاج و التدخل الطبي أو الجراحي, و لا تحددون لنا ديننا على كيفكم أو حد علمكم أو مستوى تقبلكم. تقبلونا أو دعونا لشأننا, فليساعدنا الغرب إن أغلقتم أنتم كل الأبواب في وجوهنا. و خصوصاً بعد أن أثبتت الأبحاث في أواخر التسعينيات أن هناك فوارق بين مخ الترانسكس و جنسه البيولوجي, و لذا يكون التشخيص الكروموسمومي أو العضوي للجنس غير كافياً أو غير صحيحاً في كل الحالات و قد قمت بترجمة مبسطة و وجيزة لتلك الأبحاث على موقعي سابقاً لمن يسهل له فهمها أو لأولي الألباب.

و ما لا نريد أن نعترف به هو أننا - على الرغم من الصورة التي يقدمها إعلامنا, الصورة التي نحب أن نقدمها للعالم عننا - فإن مجتمعاتنا ما زالت تنظر إلى المرأة نظرة متخلّفه (و المقصود بمجتمعاتنا سواد الناس) فتعد ألف و أربعمئة سنة من نزول قوله تعالى {{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}}. و ما زال كثير من عوام الرجال و قليل من متعلميهم يسبقون ذكر المرأة لمن يخاطبونهم من الرجال بقولهم “يكفيك شرهم” أو “حاشاك” أو “تسلّم من هالطاري” و هذه أمثلة من عدّة دول عربية لتدليل على أن هذا الداء عربياً و ليس مصرياً فقط. و ما إحتقار المتغييرين جنسياً إلا لأنهم “الطبقة الدنيا” بل أكثر من ذلك. فإن مجتمعاتنا تفكر و تعامل بطريقة مختلفة المثلي (أو الشاذ) الإيجابي عن المثلي السلبي, فلا تستنكر حال الأول كثيراً لأن الأمر بالنسبة لهم تغيير نوع الشريك الجنسي فقط و تحتقر الثاني لأنه رضي أن يلعب دور المرأة في علاقة جنسية. و يكفي أن يذّم الرجل بمقارنته بالمرأة و تمتدح المرأة بمقارنتها بالرجل, فما الذي يغري رجلاً بالله عليكم أن يختار لنفسه أن يكون إمرأة في مجتمعات كهذه.

يجب أن نأخذ بالإعتبار أن هذا المرض (إن صح التعبير) يستمر لسنوات طوال و على الأغلب العمر كله مع خطورة تطوّر الإكتئاب و الوصول بأصحابه إلى الإنتحار. و لذا فيكون العلاج من الناحية النفسية هو التأييد و التعاطف مع ميول المرض (حسب جميع التقارير العلمية حول هذا المرض). و هو يبدأ في مرحلة مبكرة من العمر قبل البلوغ, إذ لا علاقة له بالرغبات الجنسية و يستمر حتى إجراء الجراحة, و لا ينتهي تماماً بها. و من أعراضه: الإكتئاب الشديد و إعتزال المجتمع و قلّة الإهتمام بما يجري في البيئة المحيطة. و هي أعراض نفسية سرعان ما تعبّر عن نفسها بأعراض جسدية مختلفة و متنوعة أكثرها شيوعاً الوهن الشديد و التي تجعل المريض لا يستطيع أن يقوم بأيّ جهد عضلي مهما كان بسيطاً. و ما يخفف هذه الأعراض و يساعد المريض على تحمّلها هو إرتداء ثياب الجنس الآخر, ففي جميع الدول الأوروبية و في أمريكا و كندا و أستراليا و إسرائيل و حتى إيران يحقّ للعيادات التي تعالج هؤلاء المرضى إصدار تراخيص تسمح لهم بإرتداء ثياب الجنس الذي ينتمون أو يميلون له دون أن تعترضهم سلطات البوليس أو الشرطة.

و تابعوا ما تقدمه أجهزة الإعلام, و ستكتشفون سريعاً أنها (أو معظمها) لا تقدم الأمراض النفسية إلا للسخرية و الفكاهة مما يزيد من هموم المرضى النفسيين, إذ يصبحون عرضة لسخرية المجتمع. و ما أقساها من سخرية, بل ما أبعدها من إنسانية الإنسان, هل تطاوع أحدكم نفسه بالسخرية من مريض سرطان أو من مريض به تشوه خلقي أو تأخر عقلي؟ هل تسخر من الناس الذين يستعملون أيديهم اليسرى بدل اليمنى؟

و بالنسبة للترانسكس, لا خيار للمريض في هذا المرض أو الإضطراب النفسي, عكس إعتقاد الناس, بل على العكس, هو مصيبة نزلت على رأسه, و على رجال الدين أن يخفّفوا من وقعها على المريض {{و قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا}} و طالما أنها ليست مختارة كما ثبت علمياً فليس للمؤمن إلا أن يقول {{قل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضراً إلا ما شاء الله}}. أما في مسألة أن السلف لم يذكر شيئاً عن هذا المرض, فالسلف لم يذكر شيئاً أيضاً عن الشيزوفرينيا و لا الإيدز و لا عن الزهايمر و لا حتى عن الإنفلونزا, فهل نتوقف عن معالجة المرضى بهذه الأمراض؟

و إلى الذين يريدون معرفة سبب المرض قبل الإعتراف به و قبل الموافقة على معالجته, نقول: إن كل الأمراض عندما ظهرت لم تكن معروفة السبب, فهل كان ذلك سبباً في نكران وجودها؟ أما ما يقوله البعض عن تحريم العملية الجراحية لأنها تغيير في خلق الله, فما الفرق بينها و بين عملية بتر العضو المصاب بالغرغرينا لإنقاذ حياة المريض أو تخفيف ألمه و معاناته؟ فهل يعتبر بتر العضو تغييراً في خلق الله؟ أليست هناك قاعدة فقهية تقول إن الضرورة تبيح المحظورات؟

و بالنسبة لقوله تعالي في كتابه تعالى: { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله } فيفسر ذلك بأنه تعريض بما كانت تفعله أهل الجاهلية من تغيير خلق الله لدواع سخيفة، فمن ذلك ما يرجع إلى شرائع الأصنام مثل فقء عين الحامي، وهو البعير الذي حمى ظهره من الركوب لكثرة ما أنسل، ويسيب للطواغيت، ومنه ما يرجع إلى أغراض ذميمة كالوشم إذ أرادوا به التزين، وهوتشويه، وكذلك وشم الوجوه بالنار. و في رواية أخري: اشارة الى ما كانت الجاهلية تفعله من شق او قطع آذان الناقة اذا ولدت خمسة ابطن وجاء الخامس ذكرا وتحريم ركوبها والحمل عليها وسائر وجوه الانتفاع بها, و فقء عين وخصاء العبيد والوشم.
بالتأكيد لم يُقصد بالآية التدخل الطبي جراحياً لعلاج المريض الذي يعاني من الألم الشديد أو المعاناة؟!!!

و بعد, فما هو رأي أهل الإختصاص؟
دكتور محمد شعلان - أستاذ و رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر - قال إن مرض الترانسكس (أو إضطراب الهوية الجنسية) معروف من قديم و لكن لم يعترف به إلا حديثاً. و هو في حقيقته أن يشعر الشخص داخلياً بأنه من الجنس الآخر, أي أن يشعر الذكر بأنه أنثى, و الأنثى تشعر بأنها ذكر, رغم سلامة الجسد من الناحية العضوية. و هذا الشعور قد يبدأ في سن مبكرة, و يتأكد بمرور الزمن. و يشعر معه المريض بكراهية لأعضائه و يتمنى التخلص منها. و بالتالي يذهب هؤلاء المرضى إلى الجراحين ليطلبوا إستئصالهم, و تحويلهم لأعضاء جديدة, و في هذه الحالة لا بد من أن يخضع المريض للعلاج النفسي لمدة لا تقل عن سنتين للتأكد من وجود المرض, و فصله عما يشبهه من الأمراض الأخرى. و تليها مدة أخرى من العلاج الإجتماعي مثل إعطاء المريض فرصة للتعايش مع الجنس الآخر الذي يريد أن يتحول إليه. و ذلك بتغيير إسمه مثلاً, فإذا كان ذكراً يمنح إسم أنثى و يرتدي ملابس النساء. فإذا تعايش مع ذلك بسهولة و أحسّ بالراحة, يمكن عندها إجراء الجراحة. و لكن المجتمع لا يزال يرفض تلك الحالات, و معظم رجال الدين يرفضون, لكنني شخصياً مع إجراء هذا النوع من الجراحة إذا ثبت المرض بالفعل بعد خضوع المريض للإشراف الطبي الدقيق و للمدة الكافية. و حين عرضت عليّ قضية سالي رغم أنني لم أستدع من المحكمة, إلا أنني شهدت فيها من الخارج و رجحت الرأي العلمي بما يفيد أن هذا المرض موجود كحقيقة علمية مؤكدة.

و عن أسباب المرض, يقول الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي في جامعة طب القاهرة: طرح العلماء المتخصصون بعض الفروض لتفسير هذه الظاهرة, منها أن هناك تغييراً يحدث في تكوين بعض المراكز في المخ بتأثير إفرازات هرمونات أثناء المرحلة الجنينية التي تحدث بدورها تغييراً بيولوجياً في هوية الجنين. و لا تزال القضية خاضعة للبحث العلمي للتوصل إلى الأسباب الحقيقية المختفية وراء هذه الظاهرة. و يضيف د. سعيد عبد العظيم: الغريب في الأمر أن نسبة التحول من الذكور إلى الإناث تبلغ بضعة أضعاف تحول الإناث إلى ذكور. و قد يفسر ذلك قاعدة أن كل الأجنة في بدايتها في الأرحام تكون إناثاً في الأساس, ثم تتشكل مظاهر الذكورة تدريجياً بتأثير الهرمون الذكري المصاحب لكروموسوم “Y”. و من هنا فقد يكون التفسير أن تأثير الهرمون الذكري الجنيني لا يحدث تأثيره المطلوب في المخ و من ثمّ يتحول الجسد إلى ذكر و يبقى المخ أنثى. الصعوبة في هذه الحالات أن العلاج النفسي بكل أساليبه لا يفيد في منع هذه المشاعر و الأحاسيس, خاصة أن معظم هذه الحالات لا تكتشف إلا في مرحلة متأخرة من وقت البلوغ غالباً. و هناك بعض المحاولات العلاجية المتفائلة و التي ترى أن العلاج إذا إبتدأ مبكراً فقد ينجح في إيقاف ذلك المرض “الترانسكس” (لم أسمع عن أي أبحاث أو تقارير علمية أو نفسية تقّر بذلك, و لذا أعتقد أنه إبتداع عربي)

و بمتابعة الكثير من الحالات و ما أكثرها, من مختلف دول العالم, فقد ظهر أن هؤلاء الضحايا يعانون بشدة في مراحل نموهم لأن فكرة التحول تصبح ملحة و تسيطر على كل حياتهم و أفكارهم, تدفعهم إلى اللجوء للأطباء و الجراحين على وجه الخصوص لمساعدتهم في التحول, و هم عادة يبتعدون عن مجال الطب النفسي لأنه ليس غايتهم, و لا يعترفون بأن ما يعانون منه مرض نفسي أو إضطراب في السلوك. و قد إختلف الأطباء و العلماء في التعامل مع هذا المرض و إجراء الجراحة التحويلية و كل فريق له أسبابه. فالفريق الذي يقبل يرى أنه من خلال الدراسات العديدة و التجارب أن الجراحة مع التأهيل النفسي الإجتماعي المناسب تساعد هؤلاء المرضى على الخروج من صراعاتهم و تخفّف من عذاباتهم. أما الفريق الرافض فإنه ينظر للأمر من الناحية الأخلاقية و الدينية على أنه تدخّل في خلق الله, و بعضهم يرى أن إجراء الجراحة نفسها فيه من المخاطر و المضاعفات ما يؤكد معاناة المريض بما يزيد على الحالة نفسها, هذا بالإضافة للمضاعفات النفسية و الإجتماعية نتيجة حصار المجتمع و رفضه و نبذه للمريض مما قد يؤدي لحالات الإكتئاب الشديدة لدى المرضى أو الميل للإنتحار.

و قد يحدث أحياناً, يقول د. عبد العظيم, بعض الخلط بين الترانسكس الحقيقي و بين حالات أخرى مثل الإنحراف الجنسي الذي يدفع المريض إلى إرتداء ملابس السيدات, أو المريضة لإرتداء ملابس الرجال, كأحد المثيرات له, و لكن من دون رغبة في التحول. و كذلك هناك حالات الشذوذ من الذكور و الإناث, و أيضاً حالات الإضطرابات العضوية و التي ظهر أن ورائها نوبات صرعية أو أوراماً في المخ تؤدي إلى تغيّرات سلوكية تشبه التحول الجنسي, و لا يمكن التعرّف عليها إلا بعد إجراء الفحوص الدقيقة بالموجات المغناطيسية و الأشعة المقطعية و رسم المخ الكهربائي (على حد قوله), و كذلك حالات الإنترسكس التي يحدث فيها تشوّه حقيقي في الأعضاء الجنسية, و في هذه الحالات لا يمكن التعرّف إلى هوية الطفل الجنسية و هل هو ذكر أم أنثى.

“أنا جئت في الجنس الغلط”, يقول الدكتور محمد شوقي كمال, رئيس جمعية الجراحين المصرية و رئيس إتحاد الجراحين العرب, إن هذه هي أهم جملة يقولها مرضى الترانسكس. و أنا أحب التأكيد أن رغبة مريض الترانسكس في التحول لا فكاك منها, و لا فائدة من المحاولات لتلافيها. و قد يحدث بعض الخلط بينهم و بين الشواذ جنسياً, و لكن الترانسكس لا علاقة له بالشذوذ, و أؤكد أنه إذا ثبت أن المريض مصاب بالترانسكس فلا بد من البدء في إتخاذ خطوات التحويل إليه, و من الناحية الإجتماعية يأخذون الأوضاع التي تقربهم من الفتيات, خاصة الذكور المتحولين. و عادة نحن كجراحين لا نأخذ الحالات هكذا بل نشترط خضوع المريض لإشراف الطبيب النفسي المباشر لمدة سنتين على الأقل. و بعدها يأتي دور الجراحة و التأهيل الإجتماعي, و موافقة الأهل و المحيط الأسري.

و لذا, نطرح السؤال: إذا كانت مهمة الطب هي المحافظة على حياة الإنسان فلماذا نعرّض هؤلاء المرضى للعذاب و نحظر عليهم شيئاً من حقّهم كمرضى حقيقيين؟ و كما ذكر, فإن مريض الترانسكس لا يهدأ أبداً إلا بعد إجراء الجراحة و غالباً ما يلجأ للخارج لإجرائها. فإن لم يستطع يقدم على الإنتحار ببساطة, و لا يوجد نص في القرآن أو السنة يجرّم أو يحرّم إجراء ذلك النوع من الجراحات.

فما المانع من التعامل مع هذه القضية بنظرة علمية و موضوعية دقيقة؟
المصدر:



الموضوع منقول من موقع TgEgypt

0 التعليقات: