قضية المرأة المتزوجة سالي مرسي هي أكثر المشهورين بعملية التصحيح الجنسي بين المصريين . خضعت للجراحة منذ 19 عاماً . هي و الكثيرون من مصححات الجنس يشعرون بالذل و المهانة و يعتقدوا أن حقوقهم الإنسانية تنتهك في مصر . و قد شاركت سالي نيابة عنهم في معركة قانونية لم يسبق لها مثيل و لعقود من الزمان ضد جامعة الأزهر و الذي منعها من ممارسة أو إستكمال دراستها في كلية الطب للبنات هناك . مزينة بالماكياج و مرتدية الحجاب , سالي الطالبة السابقة فيكلية الطب بنين بجامعة الأزهر , ترفض بتحدي أن تستسلم لموقف المسؤولين بالأزهر . و قد سأل سالي الكثيرون من مصححات الجنس عن نصائح قبل أن يخضعوا هم أيضاً للجراحة .
أما عن المصححين للجنس (إناث إلى رجال) فهم واثقون أن المجتمع سيتخذ معهم موقف مختلفاً تماماً , إذا أصبحت الأنثى رجلاً . توصف الدكتورة سامية خضر , أستاذة علم الإجتماع , المجتمع المصري مع الأسف بأنه يهيمن عليه الذكور , يرفه أو يدلل فيه الذكور عن الإناث . حسب تقاليد قديمة و مرسخة , فرضت بنائاً على الزراعة و الإقتصاد , تفضل العائلات الريفية أبنائهم عن بناتهم ؛ تقوم هذه العائلات تقليدياً بإحتفال خاص لتعلن عن ولادة طفل رضيع - ذكر .
الترانسكس في مصر هم ضحية قرارهم , يتم رفضهم من قبل الرجال و النساء على حد سواء . “لقد قررنا أن نترك مجتمع الذكور للأبد” , تقول ميّ . “و لكننا أيضاً مرفوضين في مجتمع النساء” . في هذه الأثناء , قرار سالي بالخضوع لجراحة التصحيح الجنسي حينما كان يدرس في كلية الطب بجامعة الأزهر للبنين أغضب مسؤولين الجامعة . فبعد أن أجبرت سالي عن إستكمال دراستها , أضطرت بأن تعمل كراقصة في عدة نوادي ليلية . و بواقع أنها كانت في يوم من الأيام رجلاً , أصبحت مصدر إفتتان و سحر غريب لمرتادين هذه النوادي .
سالي التي ألقي القبض عليها مرتان من قبل شرطة الآداب بسبب أزيائها “الغير لائقة” و عروضها المثيرة في النوادي اليلية , تقول أنها أجبرت بأن تتمهن الرقص الشرقي لفترة ما لتدعم نفسها بعد أن تخلى عنها الجميع . و فيما يبدو , كان دكتور نفسي و جراح قبطي خلف قرار سالي بترك مجتمع الرجال للأبد . ما زال موقف الأزهر غير واضح , و لو أن سالي قد إستشارت دكتور مسلماً حول أزمة هويتها الجنسية , و التي تسمى علمياًبإضطراب الهوية الجنسية .
و يبدو أن سالي ولدت بأعضاء تناسلية غير مكتملة و قررت عائلتها أن الطفل ذكراً . و تعرض الجراح الكثير من النقد لإجرائه هذه العملية الجراحية على الرغم من أنه ليس لديها رحم أو أعضاء أنثوية . و في ذاك الوقت , رضيت أسفاً بأنها لا تستطيع الإنجاب . تزوجت سالي مرتان و لم يكن لها أبناء . أثناء الجراحة يتم إستئصال العضو التناسلي مع تكوين فوهة المبولة و مهبل مصطنع . جراح سالي , الدكتور عزت عشم الله , قد أفصح أن هذه العمليات الجراحية تجرى في مصر منذ 1920 .
و حسب المجلة الأسبوعية , آخر ساعة , عدد المصريين الذين يريدون إجراء عملية التصحيح الجنسي في إزدياد , و يقدر بحوال 1500 حالة . يقول الدكتور عشم الله بتحدي أن أشهر مرضاه كان يعاني من أزمة هوية جنسية و أن جراحة التصحيح الجنسي في هذه الحالة لا يمكن تفاديها و أن الجراحة كانت لمصلحة المريض العليا .
و على الرغم من المعاناة النفسية الشديدة لمرضاهم , يؤكد الدكتور حمدي السيد , رئيس نقابة الأطباء المصريين , أن نقابة الأطباء لن تتسامح مع الجراحين الذين يجرون عمليات تصحيح الجنس , و وصفها بأنها غير أخلاقية و سبٌ للدين , التشويه المتعمد و تشويه خلق الله . “أي مِن مَن يريدون إجراء جراحة تصحيح جنس يجب أن يخضع لإختبارات من قبل فريق طبي رفيع المستوى من نقابة الأطباء لتقرير ما إذا كان للمريض أو للمريضة أعضاء تناسلية مختبئة” , يضيف الدكتور حمدي السيد بوضوح , و يشدد بأن أي دكتور جرّاح يقوم بهذه العملية سوف تعقد إنهاكاً لقوانين مهنته الأخلاقية . و يشدد “الأطباء المصريين الذين يقومون بعمليات تغيير الجنس على شاذين جنسياً يتجهون عكس الجذور العميقة لأخلاقيات و القيم الدينية للمجتمع” , في إدانته للدكتور عشم الله و آخرون .
و أخيراً تمكنت ميّ من التواصل مع سالي , و التي نصحتها أن تستشير طبيب نفسي . فإشتكت لها ميّ أن الأطباء النفسيين فيمستشفى القصر العيني قد أخطئوا تشخيصها . “طبيبة و إحدى زملائها إتهمتني بالشذوذ الجنسي و رفضوا أن يتفهموا أني أعاني من أزمة هوية جنسية” . قامت مي بالعديد من الزيارات إلى طبيب نفسي خاص لمدة ثلاث أعوام قبل أن تقرر إجراء العملية الجراحية . “كانت باهظة الثمن (30,000 جنيهاً) , ولكن هذا لم يكن مشكلة . فقد قمت بإدخار هذا المبلغ منذ سنين لأني كنت متأكدة أني في يوم من الأيام سأحتاج للخلاص من سجني” .
لم تنتهي مشاكل ميّ بأي شكل بعد الجراحة . لا يمكنها إرتداء ملابس النساء إلى في البيت عندما تكون في عزلة . “عرفت أمي بما حدث , و لكنها ناشدتني بأن أبقي الأمر سراً . و زلت أذهب إلى العمل مرتدية ملابس الرجال . لم أخبر أياً من زملائي عن هويتي الجديدة” , تقول ميّ أسفاً . أعجبت مي أيضاً بإحدى زملائها الرجال , و لكن لم تملك الجرأة لتخبره بمشاعرها تجاهه . قالت مي أنها كانت تملك حرية أكثر عندما كانت صبياً . و توضح ميّ : “الرجال في مصر لديهم حرية أكثر . المجتمع متسامح لأخطاء الرجال و يقيد حرية النساء” .
يقول الدكتور سعيد عبد العظيم , أستاذ الطب النفسي بمستشفى القصر العيني , أن إضطراب الهوية الجنسية قد يسببه خلل هرموني أثناء فترة تكوين الجنين في الرحم . و يقترح أيضاً أن المشاكل في العلاقة بين الوالدين قد تحدث خللاً في الهوية الجنسية للطفل .
الملاحظات القاسية المزعومة التي أدلى بها دكتور حمدي السيد رئيس نقابة الأطباء يرفضها أيضاً الدكتور محمد شعلان , أستاذ الطب النفسي و العلاج النفسي . و يعلق الدكتور شعلان : “هؤلاء الذين يعانون من إضطراب الهوية يعانون أيضاً نوبات إكتئاب , خصوصاً عندما يواجهون بمجتمع غريب” . و بمساندة واضحة لجراح سالي , يقول دكتور شعلان أن جراحة تصحيح الجنس بإمكانها أن تساعد في تخفيف حدة المعاناة النفسية لهؤلاء . و يطالب الدكتور شعلان رجال الدين أن يبتعدوا و يتقفوا عن إصدار تعليقات و فتاوي خاطئة عن هذه القضية , مصراً أن الأطباء النفسيين و الجراحين هم من لهم الأحقية لإصدار القرار .
نقلاً من : http://www.luxor4u.com/forum/viewtopic.php?t=13619 بعد ترجمته للغة العربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق