من شبكة بانت في 4 مارس 2009, عن د/ محمد رحال
ان معرفة الجسم ان كان مؤنثا اوذكوريا لا تأتي عن طريق الكشف العضوي فقط وانما لها عدة اشكال اولها الكشف العضوي التناسلي المباشر ثم الكشف الجيني والذي يتحدد منذ بداية التلقيح , ثم الجنس المخي والذي تحكمه شيفرات خاصة لم يتمكن العلم من تحديدها تماما والمتعلقة بالنويات القاعدية , ثم ياتي سلوك الجنس النفسي , واخيرا الجنس الاجتماعي , وان تعارض اي من هذه العناصر مع العناصر الاخرى هذا يعني ان هناك خللا ما يتطلب حله وعلاجا طبيا او نفسيا دون تدخل الشرع , باعتباره تصحيح وضع خاطئ مصدره تخبيص الانسان وليس خلق الله احسن الخالقين, مع مراعاة ان شكل العضو الذكري او الانثوي هو جزء من خمسة اشياء يجب الاهتمام بها قبل الحكم النهائي على قضايا شائكة كهذه وهي امور يحددها الشخص ذاته من خلال فهمه لذاته واحساسه بذاته , ولن يستطيع بشر ما ان يفهم ذات الاخر اكثر من الشخص نفسه مهما بلغ من العلم.
شمس هي فتاة من اعرق احياء القاهرة , لم تدر ان خطأ ارتكبته امها اثناء الحمل سيودي بها شخصيا الى مأساة حياتية تصاحبها العمر كله , والقصة بدات عندما حملت بها والدتها , والتي كانت تتناول حبوب منع الحمل , وبعد شهرين من انقطاع الدورة الشهرية , راجعت طبيبة مختصة , والتي نصحتها بتناول حبة تساعد على تثبيت الحمل ان وجد , ومضت مدة الحمل بشكله الطبيعي , وكانت ولادة الطفلة شمس والتي عرف من خلال اعضائها التناسلية الظاهرة انها فتاة , والمشكلة مع الطفلة لم تبدا الا بعد ثلاث سنوات , فقد كانت غريزتها وبشكل كامل تقودها للتعامل مع الصبية , وهي الى الصبية اقرب , هذا السلوك اثار حفيظة الاهل وانتقادهم درجة ان لقبوها ب حسن صبي , وهو لقب يطلق في العادة على الفتيات المتصابيات , وكبرت شمس وكبر معها الفارق العاطفي , والذي ازداد عندما ذهبت الى مدرسة البنات , هذه المدرسة التي احست فيها انها مجبرة على حياة البنوتات الصغار ومزاحهن وضحكاتهن والتي كانت تحس بشيء داخلي فيها رافض كل الرفض لهذه الحركات الانثوية , وفي المدرسة الثانوية كانت شمس صارمة وجادة في علاقتها مع زميلاتها واللواتي كن يحترمنها بشكل غير عادي مفسرين هذه الرزانة فيها على انها تميز اخلاقي في مجتمع تحترم فيه المثل الاخلاقية, بل وهذا الحزم شجعهن على انتظارها في نهاية اليوم المدرسي لتوصلهن الى بيوتهن كحارسة لهن من تلطيش الشباب المنتشر بكثرة في مجتمعاتنا المتدينة جدا , ومع اجتياز المرحلة الثانوية فانها كانت تحس بزيادة الفارق وميله تماما الى الخشونة , وكان كرهها الشديد لاستخدام ادوات التجميل ونفورها من اي مظهر انثوي ابعدها عن ان يطرق بابها من قبل الخطاب , وشكت حالتها الى اهلها مرات عديدة, وهنا عرضها الاهل على طبيبة مختصة , والطبيبة المختصة التي شاهدت جسمها وشاهدت تشوها في مكان الانوثة منها فاقترحت عملية تجميل موضعية ازالت بعض ماشكت انه قد يكون جزءا من اعضاء ذكورية , وهنا تضاعفت المشكلة النفسية لدى شمس وتحولت الى هم شديد وغم نفسي ومعنوي وعضوي , وازدادت مطالعتها عن حالة الجنس الثالث وبدأت تعتقد تماما انها ليست انثى بل وصارت متاكدة ان مبضع الجراح قد اطاح بقسم من المكونات الذكرية والتي كانت مصاحبة للاعضاء الاخرى , وبدأت في رحلة البحث والعلم والتعلم والاستفسار , ومعها التحليل الجيني الذي أقر بانها ليست انثى.
ومع تقدم عمرها الذي قارب الخمسة وثلاثين عاما , لتبدأ معها معاناة ثانية هي معاناة ارجاعها الى وضعها الصحيح وهي تصحيح الجنس , والتي تحتاج في بلد متحفظ الى موافقة فتوى شرعية لم يفهم فيها فطاحلة الشرع ان الوضع هو وضع تصحيحي , وان الاصل هو ان تعاد الى وضعها السليم وذلك باجراء مايلزم من اجل اخذ دورها في المجتمع كذكر وليس كانثى, ولكنها وهي في لجة البحث عن الذات واذا بها تكتشف ان المشكلة في مصر والبلاد العربية هي ليست مشكلة فتاة واحدة اسمها شمس ,وانما هي مشكلة مجتمع كامل مختبئ تحت اسم فتاة عانس- لااقصد العوانس تحديدا- او امراة نشاز او امراة مخنثة وان هذه النسبة تجاوزت الخمسة بالمائة وهو مايفسر مشكلة كبيرة تتمثل في اعداد كبيرة جدا من العوانس-عوانس الجنس الثالث- اللواتي انصرفن وعزفن عن الزواج بسبب وضع نفسي داخلي لم يتضح بالنسبة لهم , وهو كارثي لمن اتضح له في مجتمعات لاترحم وفيها من الجهل بالعلم اضعاف ماهم فيه من جهل بالدين , وهو الدين الذي يدعون الالتزام فيه , بل وليس غريبا ان يتزوج الرجل من فتاة احلامه وهو لايدري انه قد يكون قد تزوج من رجل يمتلك من الانوثة عضوا واحدا من خمسة اعضاء تكمل معاني الانوثة , وهذا يعني ان بلدا في مصر كالقاهرة قد يصل فيها ضحايا حبوب الحمل وضحايا الغذاء المعدل وراثيا , وضحايا الجهل , وضحايا الطعام المستورد والمعلب في مواد مسرطنة او هرمونية صناعية او حيوانية ومن اصول اغلبها من مشتقات الخنزير قد تصل اعدادها الى مايقرب المليون ضحية, بل وان هذا الرقم بدأ في التضاعف في دولة كالعراق غابت عنها كل انواع الرقابة على الاغذية مع وصول اصناف معدة اعدادا خاصا لهذا البلد من بلدان هدفها تحطيم العراق وشعبه وكذلك دول الخليج التي انصرف شعبها عن طعام البيوت الى الاطعمة الجاهزة , وفي غفلة عن رقابة دولة اسلامية على المستوردات , والتي يلتهمها ابناء الشعب التهاما للذة طعمها ولمنشئها الاجنبي, وفي غفلة كبيرة عن علماء الشرع الذين انصب اهتمامهم على الدعاء للحكام وشرح فقه الشرع وعلومه في نتف الابط والمسح على الخفين والجوربين , ومن ثم حشر انفسهم في امور علمية لايفهمونها وابتعدوا عن فهمها , لتنقضي الحالة بين حرام او حلال في حالة غريبة من حالات اقحام الدين في امر طبي محض , وفي خطأ ارتكبه الشيوخ والعلماء قبل الحكام في عدم نصح الامة الى اهمية الابتعاد عن كل طعام او دواء يدخل الجسم دون تصريح علمي شرعي يحلل استخدامه وهو شيء من ضروريات الدين, وهو تقصير رفع من نسبة مايسمى الجنس الثالث من حالات نادرة وافراد الى حالات واعداد كبيرة وفي غاية الخطورة, وفي مجتمع لم يفهم هذه الحالة ولايريد ان يفهمها , اضافة الى ماتسببه هذه الحالة من سلوكيات لها اشكال عدة , ومن اهمها اجبار فتيات من اصل ذكوري الى الزواج من رجال وهو امر لايختلف في شيء عن زواج رجل من رجل , وهو الامر الذي يؤدي الى نشوء مايسمى نشوز المرأة وضرب الرجال, والذي بدأ يتسع وتكبر حلقاته في مجتمعات تستنكر هذه الانواع من الحب الزوجي , ونشا مع هذه الحالة انتشار السحاق بين البنات كحل تعويضي وهو امر ينتشر وبشدة كما وانتشر معها خوف الوالدين من علاقات بناتهم مع اخريات فقد يكن ذكورا ايضا, كما وانتشر انواع من تصابي المرأة الشديد وتسلق المنابرالاعلامية من اجل مايسمى تحرير المراة الكامل متباهين وبصوت عال بمساواتهن بالرجال بل ومرتدين نفس لباس الرجال وكأن المساواة هي في السلوك وليست في الحقوق والواجبات , وفي نوع من انواع المحاكاة فقد مارس البعض مهن الرجال كتقليد اعمى للغرب في سلوكياته , وهي دعوات في الغالب – وليس دائما- تاتي من نسوة تغلبت الجينيات الذكورية لديهن على الانثوية واحيانا يبدو ذلك واضحا وصريحا وجليا , وقد يبدو على شكل المتحدثة علامات الاسترجال الخلقية والسلوكية من استدارة في العينين وتعضل في وجنات الوجه وتقطيب في الحاجبين وامتداد في الكتف ونحافة واضحة في الردفين وخشونة في اليدين مع بروز واضح في في عضلات العضد , وهو ما لاحظته بكبار الشخصيات المتحدثات عن تحرر المرأة وما فيهن من خشونة بادية في المظهر والشكل والصوت, ووقف الرجل عاجزا عن الرد وتهمة الرجعية واقفة تنتظره بجانب الباب الذي يقف الى جانبه , ومع هذا فان هناك من الطرف الاخر من الجنس الثالث الذكوري الحالة المعاكسة وهي الانوثة عند الصبية والرجال , لتضاعف من هذه الازمة وتخلق انماطا من صنوف المجتمعات الطارئة على الامة والتي كبر حجمها وازداد عددها وفرضت نفسها بايجاد تصرفات للبعض لاتتناسب مع اخلاقيات مجتمع يعتبر التخنث في الرجال جريمة من اكبر جرائم المجتمع , بل وقد يطيح فرد من هؤلاء بسمعة عائلة كبيرة العدد لالذنب ارتكبه هو وانما المجتمع الغارق في لذائذ الطعام المهرمن ,وانصرف قسم من هذا الصنف ليفرغ شهوته عبر ممارسات وسلوكيات في غاية الشذوذ من المستحيل ان يتفهمها المجتمع, وهذه الحالات قادت كثرة من هذه الفئة الى الانتحار للتخلص من حالة عجز المجتمع عن فهمها او حل شيفرتها او تقبلها , وهذا الاختلال المفاجيء والذي استوعبته الدول الاوروبية عن طريق سماح القوانين لهم بايجاد انواع من علاقات الزواج الشرعي المسجل كنسيا كزواج المراة من المراة , وزواج الرجل من الرجل , وهو امر لايمكن ابدا ان يوصف بالشرعي وفقا للاصول الشرعية الاسلامية , ولايقبله المجتمع الاسلامي مهما بلغ من تقبل لعادات الغرب والذي هو حرام شكلا ونوعا , ولهذا فقد كان حريا بالدول العربية والاسلامية ان توفر الاطر الخاصة بالكشف الطبي المبكر والسليم من قبل اخصائيين في السلوك الانساني واطباء نفسانيين واطباء غدد ومحللي جينيات للتاكد من هذه الحالات ومداواتها وهذا لايعني ابد اغفال دور الدولة في مراقبة كل الاطعمة ومنعها من التداول خاصة وان الهرمونات الصناعية تنتشر في الاسواق وهي هرمونات وبروتينات صناعية اغلبها من منتج حيواني ومن الخنزير بوجه خاص , وان هذه المجتمعات الاسلامية من المفروض ان تدرك ان الامر اخطر بكثير مما يعتقده البعض , فهذه الهرمونات التي حولت جزءا كبيرا من مجتمعنا الى عناصر بشرية مخنثة هم ضحايا السلوك الجشع للتجار ولجهل الساسة وعلماء الشرع , وان هذه المنتجات تاتي مصاحبة للكثير من الامراض وعلى راسها امراض السرطان والغدد وضعف جهاز المناعة الانساني .
وليس غريبا ان نجد في محال بيع الدواجن ان بعض الطيور والتي لاتتجاوز العشرة كيلوغرامات في الحالة العادية , قد يصل وزنها الى خمسة وثلاثين كيلو غراما وهذا بفضل الهرمونات التي يتناولها الانسان بشراهة لتؤثر به وبذريته.
ومع ذلك فانه لابد لنا من التوضيح ان معرفة الجسم ان كان مؤنثا او ذكوريا لا تأتي عن طريق الكشف العضوي فقط وانما لها عدة اشكال اولها الكشف العضوي التناسلي المباشر ثم الكشف الجيني والذي يتحدد منذ بداية التلقيح , ثم الجنس المخي والذي تحكمه شيفرات خاصة لم يتمكن العلم من تحديدها تماما والمتعلقة بالنويات القاعدية , ثم ياتي سلوك الجنس النفسي , واخيرا الجنس الاجتماعي , وان تعارض اي من هذه العناصر مع العناصر الاخرى هذا يعني ان هناك خللا ما يتطلب حله وعلاجا طبيا او نفسيا دون تدخل الشرع , باعتباره تصحيح وضع خاطئ مصدره تخبيص الانسان وليس خلق الله احسن الخالقين, مع مراعاة ان شكل العضو الذكري او الانثوي هو جزء من خمسة اشياء يجب الاهتمام بها قبل الحكم النهائي على قضايا شائكة كهذه وهي امور يحددها الشخص ذاته من خلال فهمه لذاته واحساسه بذاته , ولن يستطيع بشر ما ان يفهم ذات الاخر اكثر من الشخص نفسه مهما بلغ من العلم.
المصدر:
الموضوع منقول من موقع TgEgypt
0 التعليقات:
إرسال تعليق